في تقرير علمي كتبه رائد الفضاء الأميركي "توماس جونز" ونشره موقع علمي متخصص ، أن نيزكاً سقط في السودان صباح الرابع من شهر تشرين الثاني الحالي ولم يؤدّ إلى إصابات بشرية أو أضرار مادية. إلا أنه أعاد إلى أذهان العلماء مشكلة الخوف من هجمات صاعقة للنيازك على الأرض قد تؤدي إلى كوارث ضخمة.
ويقول جونز إن أكثر من ألف مذنب ضخم تحوم حول الأرض وتهدد بعواقب وخيمة لو كتب لأحدها الاصطدام بها. وسبق لجونز أن أصدر تحذيرات صارمة إلى السلطات المختصة في وزارة الدفاع الأميركية ووكالة ناسا بضرورة اتخاذ الإجراءات الدفاعية اللازمة لمواجهة أي هجوم صاعق للنيازك والشهب والمذنبات على الأرض.
وفي الصباح الباكر من يوم الاثنين الموافق الثالث من شهر تشرين الثاني الحالي ، تمكن ريتشارد كاوالسكي ، الفلكي في جامعة أريزونا ، من اكتشاف نيزك له شكل صخرة ضخمة هائمة كان يقترب من الأرض أطلق عليه اسم 2008" تي سي3" ويبلغ قطره مترين. وسارع إلى إرسال إشارة تحذير لوكالة ناسا من خطورة سقوطه فوق مدينة كبرى أو تجمع بشري. وعمد باحثون في مختبر "الدفع النفاث" التابع لوكالة ناسا إلى إجراء الحسابات الفلكية المتعلقة بوجهة النيزك فتوصلوا إلى نتيجة تقضي بأنه سوف يصطدم بالأرض خلال 24 ساعة. وكان هذا هو أول نيزك يتم اكتشافه قبل اصطدامه بالأرض بما يوحي بإمكان اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للنيازك وتدميرها قبل أن تجلب الكوارث للجنس البشري.
وأثبت العلماء قدرة لا تضاهي في تحديد الموعد الدقيق لاصطدام النيزك المذكور بسطح الأرض حيث دخل الغلاف الجوي للأرض واحترق فيه متحولاً إلى شهاب بالغ السطوع سقط في منطقة منعزلة وغير مأهولة شمالي السودان في تمام الساعة 2:45 بتوقيت جرينتش من يوم 4 تشرين ثاني الجاري. ولم يتمكن أحد من مشاهدة هذه الواقعة إلا طاقم طائرة تابعة لشركة الخطوط الهولندية "كيه إل أم" كانت تحلق على بعد 1200 كيلومتر عن الموقع. وتمكن الطاقم من رصد الكرة الملتهبة أثناء اندفاعها نحو الأرض بسرعة هائلة. وبلغ الاصطدام من الشدة بحيث تمكنت محطة كينية للرصد من سماع صوت تحطمه على بعد بضع مئات الكيلومترات. وقدّر الخبراء قوة الاصطدام بأنها تعادل انفجار ألف طن من مادة "ت إن ت".
وتؤكد عمليات الرصد أن الشهب تضرب الأرض بشكل روتيني: وخاصة الصغيرة منها التي يُقدّر وزنها ببضع مئات الأطنان والتي تأتي من الفضاء البعيد لتلتقي بالأرض كل يوم.
ويقول العلماء أن الأرض تدور حول الشمس ضمن قطاع مليء بالنيازك ، ويتجمع حولها أكثر من نصف مليون نيزك صغير من التي يزيد قطر الواحد منها عن 40 متراً. ويمكن لأي منها أن يخترق الغلاف الجوي للأرض متحولاً إلى شهاب ينطوي على أخطار فادحة لو سقط فوق مدينة مأهولة. وتمكن العلماء منذ زمن بعيد من رصد 5700 نيزك تدور قريباً جداً من مدار الأرض حول الشمس وتشكل خطراً كبيراً على الجنس البشري.
ومع تطور أجهزة التلسكوب ، أصبح العلماء يكتشفون العشرات من هذه النيازك كل يوم إلا أن بعض هذه الأجسام تدور بالطريقة التي ينتفي معها احتمال سقوطها على الأرض.
ويتنبأ العلماء بأن الأرض قد تتعرض لهجمات صاعقة للنيازك خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة ، مما يقتضي الشروع في البحث عن وسائل كفيلة بتحطيمها أثناء سلوكها مساراً باتجاه الأرض تجنباً لوقوع كوارث محتملة قد تقضي على الحضارة البشرية بأكملها.